نظّم المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إجتماعاً لأعضاء مجموعة الدعم الدولي للبنان في مجال العمليات الإنسانية لنزع الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة (ISG) في ١٦ أيلول ٢٠١٤ في فندق فينيسيا. حضر الاجتماع عدد من السفراء وممثلين عن الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال نزع الألغام والمؤسسات المصرفية ومراكز البحوث العلمية وأعضاء اللجنتين الوطنيتين للتوعية من مخاطر الألغام ومساعدة الضحايا وعدد من ضباط الجيش اللبناني وضباط قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (UNIFIL).

إفتتح الممثل المقيم لدى الأمم المتحدة إجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان قائلاً: "نحن نقدّر الجهود الشجاعة التي يبذلها المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام والمنظمات الشريكة التي تعمل بلا كلل حرصًا على جعل المدارس والطرق والمناطق السكنية أكثر أمانًا عن طريق إزالة الآلاف من المتفجرات من مخلفات الحرب، والألغام الأرضية، والقنابل العنقودية وعلى حصول آلاف الأشخاص على توعية كافية من مخاطر الألغام، ومساعدة الضحايا". وأضاف قائلاً: "نحن مدعوون للوقوف إلى جانب لبنان ومتابعة ما بدأناه معًا، لا سيّما وأن الهدف في متناولنا. وتأتي هذه الدعوة لمواصلة الدعم في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد، نظرًا لتفاقم العديد من التحديات في لبنان بسبب ما يحدث في سوريا المجاورة".

أقرّت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان "بالجهود الجبارة التي يبذلها لبنان والسلطات اللبنانية والسكان" لجعل بلدهم مكاناً أكثر أماناً من خلال عمل مستهدِف ملموس من نزع الألغام الى حملات التوعية ومساعدة الضحايا. ثم أضافت "أن أنشطة المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام أثمرت نتائج إيجابية جداً، حيث تم تحسين الظروف الأمنية والحياتية في العديد من القرى والبلدات".

بدايةً، أعرب العميد الركن عماد عضيمي، رئيس المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالألغام، عن خالص امتنانه وتقديره الكبير للدول المانحة وبالأخص الإتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب إزالة الأسلحة التقليدية والحد من إستعمالها، وبأن الهدف الأسمى لا يقتصر على عرض الخبرات والقدرات العملانية والتدريبية والإنجازات وغيرها بل تسليط الضوء على نتائج وثمار المساعدات والدعم للبرنامج اللبناني.

وأضاف: "إن المركز وبتوجيه من حضرة العماد قائد الجيش وبفضل دعمكم أنجز الكثير من أعمال التنظيف لتحرير الأراضي الملوثة من الألغام والقنابل العنقودية، فوصلت النسب المنظفة في المساحات الملوثة بالقنابل العنقودية الى ٧٠ % وفي الأراضي الملوثة بالألغام الى ٤١٫٤٦ %، وترافق ذلك مع نشاطات مستمرة في مجال التوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية كمشروع الشراكة مع منظمة اليونيسف والاتحاد الاوروبي لتوعية الأطفال من مخاطر الألغام" مشيرًا أيضًا الى إبرام إتفاقات مع أطراف عديدة منها صندوق النقد الإئتماني لتعزيز الأمان الإنساني (ITF)وبنك لبنان والمهجر وجمّال تراست بنك والى التعاون الأكاديمي مع الجامعة الأميركية في بيروت. أمّا بالنسبة الى المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لاهداف انسانية في لبنان، فأشار الى أنه قد تمّ تدريب دفعتين من المدربين والى القيام حاليًا بتحضير البرامج التدريبية اللازمة بالتعاون التقني مع الجيش الفرنسي. وأضاف أيضًا أنّ المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وبالشراكة مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (GICHD) سيقوم بادارة نشاطات البرنامج العربي للأعمال المتعلقة بالألغام (AOP) بهدف تلبية حاجات ومتطلبات الدول العربية المتضررة من الألغام والقنابل العنقودية.

كما أعلن العميد عضيمي في ختام كلمته :"أن المشروع الوطني ما زال يواجه الكثير من التحديات والصعوبات، والإستراتيجية التي وزعت في العام الماضي والتي تم مراجعتها هذا العام وسوف توزع في خلال هذا الإجتماع تظهر بوضوح بأنّ لبنان ما زال بحاجة إلى المزيد من الدعم والتمويل للوصول إلى تنفيذ ما قد التزم به في الوقت المحدد وهذا ما أعلنا عنه مرارا حيث كان آخرها في كوستاريكا في الأول من الشهر الجاري وقد ظهر ذلك من خلال مراجعة الإستراتيجية التي صدرت هذا العام".

عرض المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام شريطًا مصوّرًا حول آخر الإنجازات في مجال الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام وركّز الشريط على تأثير التلوّث على النمو الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وتلا العرض كلمة لممثّل الجانب الفرنسي تحدّث فيها عن التدريب في المدرسة الإقليمية وكلمة لمساعد رئيس مجلس الإدارة – المدير العام لبنك لبنان والمهجر تحدّث فيها عن التعاون المشترك بين المصرف والمركز اللبناني مشيرًا الى بطاقة بلوم ماستر كارد "عطاء" التي تساهم في دعم برنامج العمليات الإنسانية لنزع الألغام والتي تحثّ المواطنين على المشاركة في عملية نزع الألغام في لبنان. ومن ثمّ عرض مدير برنامج الألغام في جمعية المساعدات الشعبية النروجية (NPA) وضع المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال نزع الألغام في لبنان تلاه مدير مركز بيروت للأبحاث والإبتكار(BRIC) الذي تكلّم عن آخر مستجدّات الدراسة التي ينفّذها مركزه حول الطاقة الكهرومغناطيسية لإكتشاف وإزالة الألغام عن بعد. كما عرضت ممثلة جامعة البلمند مراحل تنفيذ مشروع التوعية من مخاطر الألغام الذي تموّله اليونيسف، وأدلى المصاب السيد حسين غندور بشهادة حياته.

{gallery}2014 ISG meeting{/gallery}